الفصل الأول من قصة
البيت الأسود
ضرب الأب مارسيل على طاولة الطعام منزعج , ثم وقف و قال
من اليوم فصاعدا لن يخرج أحد منكم من هذا المنزل
ألقى الابن الأوسط باستيان ملعقة الطعام بغضب و رد على أبيه
لقد تشبعنا من سيطرتك علينا , لسنا بهؤلاء الصغار الذين تجرهم خلف أهوائك , إن أصغرنا يبلغ العشرين من عمره
كفاك تعصبا , ليس لك الحق في حبسنا ألم يكفيك خروج ايمانويل أخي الأكبر من هنا قبل 10 سنوات ؟
الأب :كفاك تبخترا , و إلا ستلقى المصير نفسه
باستيان : افعل ما شئت فقد مات احساس الخوف فيني و لن أخشى ذاك المصير
بل سأكون فرحا من التخلص من رؤيتك
الأب : إذا انت من جنى على نفسه
باستيان : سأقولها قبلك , سأذهب لأرى نفسي خارج هذه الحدود المميته , فقد جهزت أمتعتي من الصباح الباكر
كي أفارقك إلى الأبد
الأب : اذهب و انت محروم من الميراث
باستيان : هه الميراث , أزعجتنا بميراثك , سآخذه رغما عنك , و لن ينفعك شحك بعد موتك
ودع حياتك فموتك قريب
الاب : اغرب عن وجهي لا أريد رؤيتك
باستيان : و لا أنا لقد ذقت ذرعا بأقاويلك
ردت على هذا الحوار الساخن صوفيا الابنة الثالثة بالترتيب قالت
ابي هدئ من روعك , إن باستيان لا يعي ما يقول
باستيان : بل أعي , لست كثير الشراب مثل ابيك
صوفيا : اسكت يا باستيان لن ينفعك الصراخ
باستيان : نعم , لن ينفعني الصراخ الآن , لو كنت قد صرخت قبل عشر سنين لكان قد نفعني الصراح
هل نسيتي أن اباك هو من قتل أمك , هل نسيتي , تلك المرأة التي لقت حتفها حين حاولت الدفاع
عن مستقبلكم الضائع عند أبيكم , هل هذا جزاء ما فعلت , النكران و النسيان ؟
الأب : هل أكملت الدراما ؟ اغرب عن وجهي لا أريد أن أراك بعد الآن , إن لم تخرج الآن
سأطلب لك الشرطة
باستيان : ستأتيك الشرطة قريبا
صوفيا : توقف يا باستيان لا تخرج
الأب : أنا من يأمر هنا , و إذا كان الأمر يهمك لهذه الدرجة فأنتي معه إذا , اخرجي من بيتي
صوفيا : نعم سأخرج , و لن أريك وجهي بعد الآن , لكن تذكر أنك في حاجتي لأني الوحيدة التي تعتني بك
و بمواعيد دوائك , فليس فليب , و لا أنيتا يعرفان في التمريض شربة ماء
و لست قادر بأن تستدعي ممرضة تراعيك لأنك شحيح و حبك للمال سيميتك انتظر منيتك يا ... لست جدير بذاك اللقب
باستيان : نعم يا صوفيا , فسيلقى حتفه بالتأكيد