هل وجدتم خصما يحتمى بخصمه ؟
· هل ترين عزيزتي زواجك غير ناجح اذا كثرت الخلافات بينك وبين زوجك ؟
وهل ترى عزيزي زوجتك غير مطيعة لك ، اذا لم تعمل بكل ما تأمرها به ؟
هل تحسبان أيها الزوجان أن حياتكما الزوجية ليست ناجحة ، اذا ظهرت فيها
الخلافات ، وثارت بينكما المشكلات ، واحتدمت في أحاديثكما المناقشات ؟
لعلكما تطمئنان حين تعلمان أن الخلافات بين الأزواج أمر طبيعي،ولا يخلو بيت
منها ، وهي لا تشكل خطرا على الزواج اذا أحسنت ادارتها .
لنذهب الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولننظر في خلاف نشأ بين النبي صلى
الله عليه وسلم وزوجته السيدة عائشة رضى الله عنها ، ولنتعلم منه عليه الصلاة
والسلام ادارته الحكيمة لذاك الخلاف وكيفية حله .
لقد جرى بين النبي صلىالله عليه وسلم وزوجته السيدة عائشة رضى الله عنهاكلام
، حتى دخل أبو بكر رضى الله عنه حكما بينه صلى الله عليه وسلم وبينهارضى الله
عنها، فقال لها صلى الله عليه وسلم : "تكلمي أو أتكلم"؟ فقالت : تكلم أنت،
ولا تقل الا حقا ! فلطمها أبو بكر رضى الله عنه حتى أدمى فاها( فمها )وقال:
أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها ؟! فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم
وقعدت خلف ظهره !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : " انا لم ندعك لهذا ، ولم نرد منك
هذا " حديث صحيح رواه البخاري .
· انه خلاف حقيقي جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته السدة عائشة رضى
الله عنها،خلاف جعل أم المؤمنين غاضبةغير راضية كمانفهم من ردهاالمنفعل،غير المناسب في قولها للنبي صلى الله عليه وسلم: "تكلم أنت ولا تقل الا حقا" حتى أنها غضبت بردها هذا أباها الصديق رضى الله عنه فقام بلطمها على فمها لطمة
أسالت منه الدم لشدتها وقوتها، وقد وجه الصديق رضى الله عنه اللطمة الى فم
ابنته لأن الكلمات غيرالمناسبة صدرت عنه،عن فمها،وهو يقرعهابهذه الكلمات
القوية التى تنكر عليها تجوزها الحد في ما قالته من كلمات .
· واللطيفة التى تستحق التأمل والتدبرفي ما حدث هواستجارة السيدة عائشة رضىالله عنها بزوجها النبي صلى الله عليه وسلم من أبيها الصديق الذي كان حكما
بينهما،فقعدت مختبئة خلف ظهر الشريف، صلوات ربي وسلامه عليه ، وفي هذا ما
فيه دلالة على معرفتها برحمته صلى الله عليه وسلم لها، ولم نعهد خصما يختبئ
خلف خصمه ليحتمي من القاضي .. كما وجدنا من السيدة عائشة تحتمي بمن كان خصمهاقبل لحظات ....!
وهذا يؤكدأنها خصومة من يتدلل على حبيبه،العارف بمنزلته عنده ، ومكانته في قلبه ، وما في صدره من رحمة به وعطف عليه .
ان أي زوج آخر اختلف مع زوجته ليسر حين يجدعمه – والد زوجته – وقد انحاز
اليه،ووقف معه،ضد زوجته التي اغضبته، أو أساءت اليه ، ويجد في هذا شهادة له ، ترضية ، وتشعره بالانتصار .
لكن النبي صلى الله عليه وسلم تصدى للصديق رضى الله عنه، وهو يحول بينه وبين
ابنته التي احتمت خلفه ، وهو يقول له:" انا لم ندعك لهذا ، ولم نرد منك هذا" .
وفي هذا بيان عظيم ، برحمة عظيمة،من زوج عظيم،يعطينا درسا في الصبر على الزوجة ، واحتمالها ، والحلم عليها ..
قد يصعب على الأزواج التسامي على حظ النفس،وبخاصة حين تشعر هذه النفس أنها
على حق ، لكن هذا الدرس من بيت النبوة ، يشجعنا على أن نتأسى به صلى الله
عليه وسلم ، ونسمو فوق نفوسنا وحظوظها ، في خلافتنا مع زوجاتنا .
أحاديث المرأة في الصحيحين)
شفته الحلاوه والجمال