والتفريط المتتالي لنجم الزمالك الموهوب وكابتنه في كل الفرص التي حصل عليها للعودة من جديد لمستواه فرض علي الجهاز الفني خيارين أحلاهما مر إما مجاملته علي حساب الفريق.. أو استبعاده من صفوفه مؤقتاً لحين استعادته لمستواه.
واختار كاجودا الحل الثاني رغبة منه في تحقيق شيئين الأول يتعلق باللاعب فهو لا يريد حرقه بإفقاده لقيمته وأهميته لدي الجماهير إذا شارك وفشل.. والثاني يتمثل في المدير الفني البرتغالي الذي يرغب في ألا يخسر مصداقيته واحترام اللاعبين له إذا جامل حازم أمام علي حساب أحدهم ودفع به في المباريات قبل اكتمال لياقته.
وما زاد من صعوبة المأزق الذي يتعرض له حازم أمام أن غيابه عن المباريات وعدم مشاركته فيها تزامن مع عودة انتصارات الفريق وانتزاعه لسلسلة من المكاسب المتتالية حتي عاد من جديد لينافس الأهلي علي القمة ويطارده علي المركز الأول بصرف النظر أن الأهلي يمتلك مباراتين مؤجلتين لم يلعبهما حتي الآن فوزه فيها يصنع فارقاً كبيراً من النقاط بينه وبين الزمالك.
وما يحققه الزمالك من انتصارات في غياب حازم إمام أفقد اللاعب قيمته في الفريق وتناسته الجماهير لحد كبير فلم يعد جلوسه علي دكة البدلاء حافزاً لها لتهتف باسمه وتضغط علي الجهاز الفني ليلعب بل لم يعد أحد منها يشعر به عندما قام في أكثر من مباراة لأداء تدريبات الإحماء لم يلفت نظرها أو يستفزها للمطالبة بأن يشارك بل علي العكس أعطت الأولوية للاعبين غيره للمشاركة واللعب مما أحزن إمام كثيراً.
وسيطرت علي حازم إمام حالة من الغضب الممزوج بالحزن الشديد الذي وصل إلي قمته بعد مباراة الإسماعيلي في الأسبوع (29) لمسابقة الدوري العام التي انتهت 2/1 لصالح الزمالك عندما طلب منه كاجودا أداء تدريبات الإحماء ولكنه لم يشركه وعاد ليجلس علي دكة البدلاء والغيظ يسيطر عليه وبركان الغضب يكاد ينفجر بداخله خاصة أن الموقف نفسه كان قد تكرر بنفس تفاصيله في لقاء حرس الحدود.
واضطر حازم إمام لأن يعبر عن غضبه بعد مباراة الإسماعيلي سواء بالتغيب عن المران أو الشكوي لأعضاء مجلس الإدارة من الأسلوب الذي يتعامل معه به المدير الفني البرتغالي كاجودا والذي لا يتناسب مع تاريخه ونجوميته واسمه في الكرة المصرية.
والمفاجأة التي لم يتوقعها حازم أن كاجودا اعترف له بثلاث حقائق الأولي أنه كثير الإصابة ويعاني من إصابة قديمة عرف بها قبل تعاقده مع الزمالك وتعوقه كثيراً وتمنعه من الأداء القوي مع الزمالك رغم موهبته الكبيرة وقدراته الفنية العالية.. والحقيقة الثانية أن لياقته البدنية مازالت ضعيفة.. والحقيقة الثالثة أنه لا يصلح الآن للمشاركة كأساسي ولابد أن يخضع لبرنامج علاجي ثم طالبه في نهاية الجلسة التي جمعت بينهما بالارتقاء بلياقته البدنية وتنفيذ برنامج بدني قوي.
ولم يقتنع حازم إمام بما قاله كاجودا وغادر حجرة المدير الفني وسيطرت عليه حالة من الحزن دفعته لأن يتغيب عن التدريب علي أمل أن يستطيع أن يضغط علي الجهاز الفني الذي لم يجد مفراً أمامه إلا تبرير غيابه بسوء حالته النفسية بالإضافة إلي تجاهل توقيع أية عقوبات عليه احتراماً لنجوميته ووضعه في الفريق.
ولم يكتف الجهاز الفني بذلك بل إنه وعد بأن يكون للاعب دور خلال المرحلة القادمة ومحاولة رفع لياقته البدنية من جديد وإعادته لحالته الفنية وفورمته العالية المعروفة عنه.
ورغم كل ذلك فإن المفاجأة الكبري التي أفقدت حازم إمام توازنه لم تتمثل في ملاحظات كاجودا المدير الفني ولا بإهماله وإنما في حالة عدم المبالاة التي تعامل بها مسئولو الزمالك مع شكواه من كاجودا أو مطالبته لهم بضرورة التأثير عليه.
والمفاجأة لم تكن في الإهمال واللامبالاة أمام شكواه ولكن في رد الفعل المضاد عندما فوجئ حازم إمام بتلقيه عرضاً من مجلس الإدارة بإسناد مهمة مدير الكرة باعتبار اسمه وتاريخه إذا أراد الاعتزال أو أنه وجد صعوبة في العودة من جديد لمستواه.
وترك مسئولو الزمالك الحرية لحازم إمام لتحديد موقفه مثلما فعل الأهلي مع نجمه هادي خشبة لأن الغرض الأساسي من العرض تكريمه بالشكل اللائق الذي يتناسب مع ما قدمه للزمالك من عطاء ويتناسب مع تاريخه الكبير ثم إن الزمالك ينوي إعادة بناء فريقه من جديد في الموسم الجديد وعقد صفقات ضخمة كبيرة لن يكون قادراً علي التعامل معها واحتوائها إلا حازم إمام باعتباره وصل لأعلي درجات النجومية والتألق ويستطيع السيطرة علي الأسماء الكبيرة التي ينوي الزمالك التعاقد معها.
وما رفع من قيمة العرض حجم الإجماع الذي يحظي به حازم إمام داخل صفوف الفريق من احترام جميع اللاعبين له وشعبيته الكبيرة لدي الجماهير بكافة طوائفها وألوانها وأولوياتها يجعله واجهة مشرفة وشخصية قادرة علي النجاح في المنصب والتأثير الإيجابي فيه.
ورغم جدية العرض ومبرراته القوية فإنه كان صدمة لحازم إمام واعتبره دعوة صريحه للاعتزال وهو مازال غير مقتنع به ويتمسك بأنه بمقدوره استعادة مستواه والتألق من جديد والوصول لفورمته الطبيعية بالإضافة إلي أنه مازال صغير السن نسبياً.. وأخيراً فإنه مازال متبقيا في عقده موسم بالكامل فكيف يضحي به.
وفي كل الأحوال فإنه لن يتم اجبار حازم إمام علي اتخاذ قرار لا يريده باعتبار أنه من اللاعبين الكبار المهذبين المرموقين وسيتم مساعدته لآخر مدي ممكن مهما كانت النتائج علي طريقة هادي خشبة في الاهلي وسيبقي له مكانه في قائمة الفريق رغماً عن أنف الجهاز الفني ولكن لن يستطيع أحد أن يجبر كاجودا أو أي بديل له علي الدفع باللاعب وإشراكه في المباريات طالما أنه لم يصل لفورمته ويسترد مستواه وغير قادر علي إفادة الفريق.
ويبقي أن حازم إمام سيحصل علي فرصته بالكامل من خلال الفترة القادمة وستتم مساندته فيما تبقي من مباريات فلا أحد يريد أن يتخلي عنه أو يهرب من الوقوف معه لاعتبارات كثيرة أهمها أنه من الموهوبين الذين تحملوا الزمالك كثيراً وساندوه في فترات طويلة وقبل ذلك فإنه من أصحاب الأخلاق الرفيعة وهو الذي لا يمكن أن يتجاوزه أحد أو يجبره علي اتخاذ قرار لا يريده أو يدفعه رغماً عن أنفه وعلي غير رغبته لإعلان اعتزاله.
ولكن المشكلة أن الكل لا يريد للنجم الكبير أن يتعرض لأية إهانة من قريب أو بعيد أو مجرد شعور بأنه كمالة عدد أو يأتي اليوم الذي يصبح فيه عالة علي الزمالك.